الأحد، 8 يوليو 2012

البئر - الاخيره


 
كانت تقود سيارتها فى الطريق الى جارتها القديمه كما وعدتها ولكنها كانت لاترى الشوراع والناس من حولها فقد كان تفكيرها منصب على حلم ليلة الامس وعلى هذه الاضافه التى طرأت عليه .
وصلت الى باب جارتها القديمة ورنت جرس الباب ثم انتظرت قليلاً حتى فتحت الباب فتاه فى العشرينات من العمر فحيتها باسمة وقد تعرفا الى بعضهم سريعا فالايام لم تغير فى الملامح كثيرا فقد كانت الفتاه هى ابنة جارتها الصغرى وطالبة كلية الطب الآن .
*******
دخلت الى البيت وهى تنظر الى ارجائه , فهنا كان اللعب واللهو فى ايام مضت من العمر وهنا كانت البسمه , اشتاقت الى الماضى وايامه الجميله , استقرا فى الغرفة المخصصة للضيوف فقد كانت تعرفها تماما  واعتذرت الفتاه عن عدم وجود والدتها فقد اضطرت الى الخروج فى الصباح وانها على وصول ودار الحوار فيما بينهم سريعا يتذكرن فيه ايام الطفولة والجيرة القديمة حتى قالت الفتاة متحدثة اليها :
علمت انكى متزوجه من دكتور الجراحه بالكلية ؟
فأومأت برأسها موافقة
فعقبت الفتاه على كلامها مبتسمة :
لو تعلمى كّم حاسديك فى الكليه لمنعتى زوجك من الذهاب اليها
فاندهشت ونظرت اليها متعجبة : حاسدى ؟
نعم . فأغلب الطلبه فى الكليه يريدون ان يعرفوا من هى زوجة هذا الرائع
رائع ؟ زوجى ؟
فاسترسلت الفتاه فى حديثها قائلة :
فزوجك واحد من افضل الاساتذه الموجودين بالكليه
فردت عليها : نعم اعرف مدى كفاءته العلميه فمنذ كنا صغاراً وهو متف....
فقاطعتها الفتاه وكأنها لا تسمعها : ليست فقط الكفاءه العلمية هى ما اتحدث عنها , فمحاضرته ننتظرها كل اسبوع ليأخذنا معه الى افاقه الرحبه , فالطب والجراحة تعج بها الكتب ولكن من يستطيع من اطبائنا أن يبسط المفهوم الى هذه الدرجه التى يربط بها بين الطب والحياه , فالطب فى مفهومه ليس مجرد مهنه وانما رسالة خلقنا لنؤديها .....
كانت الفتاه مستمرة فى حديثها والاخرى تأخذها بحور الاسئلة الى شواطئها , عمن تتكلم هذه ؟ أعن زوجى ؟ أيحظى بكل هذا القدر من الاحترام والتقدير حتى من الطلبه ؟
حتى استيقظت من شرودها على وقع سؤال من الفتاه :
هل تعلمين انه يقوم بحل اغلب مشاكل الطلبه فى الجامعه ؟
و أنا واحدة منهم .
وأنت واحدة منهم ؟!!!
نعــــم , فقد عرضت عليه ذات يوم مشكلة كانت تؤرقنى وكان لوقع كلماته على نفسى عظيم الاثر فى حلها .
وما هى كلماته ؟
قال لى : انتى مفتاح الحل , عندما تكبر أظافرك فإنك تلجأين الى قصها وليس الى قطع اصبعك فتعاملى مع ما يؤرقك بهدوء وفكرى بطريقة لاعب الشطرنج الماهر الذى يدرس موقعه جيدا والخطوات التى مر بها والقطع التى يمتلكها حتى يتمكن من ان تكون الخطوة القادمة هى موت الملك , فكرى فى نفسك وفيمن حولك وستجدين الحل .
نزلت كلمات الفتاه على اذنيها كالصاعقه وكأنها تتحدث عن شخص اخر لا تعرفه ولم تكن زوجته لعامين ماضيين وجاء رن جرس الشقه ليفيقها من شرودها فقد حضرت جارتها الى البيت وقامت بتحيتها واعتذرت لها عن عدم كونها فى استقبالها وأمضت مع العائلة بعض الوقت يتحدثون فيه عن حياتهم وعن الفيلا الجديدة قبل ان تستأذن للانصراف .
*******
استقلت سيارتها عائدة الى بيتها وعقلها لايقف عن التفكير فى كلام الفتاة عن زوجها وصدى كلماته ترن فى اذنها :
انتى مفتاح الحل , انتى مفتاح الحل , انتى مفتاح الحل
فكرى فى نفسك وفيمن حولك وستجدين الحل .
كان عقلها يحاول ان يربط بين كلام الفتاه عن زوجها وكلام زوجها للفتاه وحلمها الذى يراودها كل ليلة , حتى عادت الى منزلها وهى فى قمة الارهاق والتعب الذهنى قبل ان يكون بدنى , فاستلقت تطلب الاسترخاء على اريكة فى صالة شقتها وقد غلبها النعاس فنامت , وعاد اليها حلمها مرة اخرى بنفس تفاصيله ولكن...
كانت قد قررت هذا المره ان تذهب الى من ينتظرها من بعيد لتراه وتعرفه
وعندما اشرق وجهه اليها اغتبط قلبها بسعادة وفرح لم تشعر فى حلاوتهم من قبل .
نعم لقد كان هو .


انتهت

هناك 11 تعليقًا:

  1. غموض,إنتهت بغموض

    هو زوجها وإلا مين

    ع كلن,جميله طريقة السرد والإسلوب

    بإنتظار جديدك

    ردحذف
  2. أولا : سعيد جدا بوجودك ام عمر
    ثانيا : غالبا ما يكون للقصة القصيرة اكثر من محور يترك فيها المؤلف الخيال والتعبير لعقل القارئ ليجعله يضع النهاية التى يراها انها الاقرب الى التعبير عما بداخله
    دمتى ودامت طلتك الرائعه
    تقبلى تحياتى

    ردحذف
  3. مرورا بالاجزاء السابقة و وصولا الى هذا الجزء الذي انتهى بنهاية قد تبدو غريبة و لكنها جميلة جدا و متقنة جدا استمتعت جدا جدا..
    ربما الحلم هذا بعد ان استطاعت ان تفسره لنفسها و تحول ظلمته الى نور فوضحت أمامها كل الاشياء قد يغير كل حياتها لاحقا،فربما اكتشافها لتناقضات في حياتها كان هو مفتاح تفسير حلمها الذي بكل تاكيد قد لا ترضى بتركه حلم و فقط بعد الان..
    أبدعت استاذ محمد..سعدت و استمتعت و تشرفت جدا بوجودي هنا..تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. الابداع حقا هو تعليقك يا احمد
      شرفت بأن تكون القصه قد اعجبتك
      تحياتى لحضورك الرائع استاذ احمد
      وبلهجتنا العاميه المصريه
      فكنى بقى يا احمد من استاذ دى علشان انا بتخنق منها هههههههههه

      حذف
  4. انتى مفتاح الحل , عندما تكبر أظافرك فإنك تلجأين الى قصها وليس الى قطع اصبعك فتعاملى مع ما يؤرقك بهدوء وفكرى بطريقة لاعب الشطرنج الماهر الذى يدرس موقعه جيدا والخطوات التى مر بها والقطع التى يمتلكها حتى يتمكن من ان تكون الخطوة القادمة هى موت الملك , فكرى فى نفسك وفيمن حولك وستجدين الحل

    جميل أوى الجزء ده
    تحياتى لابدعك
    منتظرة الجديد

    ردحذف
  5. كنت فاكره فيه جزء رابع
    شفت كلمة الأخيرة

    نهاية غامضة بس حلوة النهاية المفتوحة دية

    ردحذف
    الردود
    1. سعيد جدا بوجودك ميرو
      الجزء الاخير هو الجزء الرابع
      اتمنى ان تكون القصه قد اعجبتك فعلاً
      تحياتى لعبق حضورك

      حذف
  6. صباح الغاردينيا محمد
    نهاية غامضة أيعقل هو زوجها !
    أم هو رجل من الماضي !
    أم أنها حين ركزت في تقليم الألم ووصلت لراحتها !!
    تبقى الإجابات لدى صاحب القصة :)"
    ؛؛
    ؛
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    reemaas

    ردحذف
    الردود
    1. لحضورك وقع خاص فى نفوسنا ريماس
      اما النهايه فليست لدى المؤلف ولكنها بين ايديكم جميعا
      تحياتى لروعى حضورك الدائم

      حذف
  7. وتتحدث عن الغموض ببراعة الذى ابحرتنا فى اعماقة رائعة هى تلك القصة تحياتى لك اخى الفاضل على ابداعك

    ردحذف
    الردود
    1. تحياتى لروعة وجودك وعد
      ارجو ان تكون قد نالت القصة اعجابك

      حذف

كلمات من نور تخرج من احباب كالزهور