الثلاثاء، 16 أبريل 2013

ايام عصيبه 3




كانت القصص التى ترويها كل ليلة تمثل ركن من اركان بناء خياله الخصب الذى كان يسع للكثير من قصص وروايات وافكار وتفكير فى هذا العالم البعيد . 
وكانت الجوانب الاخرى من حياته لا تقل تأثيرا عن جانب الحكايات والروايات فجميعها كانت على شاكلة الحكايات ......... " ايام عصيبة " ,  تجمع بين جوانبها صعوبة وشظف العيش وقسوة البيئة وقبليتها والعند الموروث عند الاجيال وسلطة المال ,
كان مطيعا سامعا لكلمات ابويه وحبهم له وحبهم في ان يكون انسان افضل في المستقبل وقد كان الدرب الوحيد للخروج مما هو فيه " التعليم "  فكانت كلمات والده بالرغم من قسوتها تهز اركانه :
احنا لا حيلتنا زرعه ولا قلعه .. ما حيلتناش غير الشهادة .
واحيانا كثيرة ما كان يوبخه والدة عندما كان لا يستطيع حمل شئ ثقيل وهو يساعده في العمل قائلا :
ما بتاكلش ادها دى , انت تروح تشوفلك تربه تندفن فيها قبل ما الترب تخلص
او يسمع على افضل الاحوال جملة :
انت تشوفلك تعليم تتعلمه او شهادة تاخدها , انت ما تنفعش في شغلانتنا دى .
وكثيرا ما كان يرى نظرات التهكم من عمله وهو صغير أومن ملبسه البالى في العمل فى عيون  اقرانه او ممن يعمل عندهم , ولكن بالرغم من ذلك لا يزيده الا اصرار على استكمال طريقه.
وما بين صعوبة وشظف العيش في بيئة مليئة بالتناقضات وفقر في مواجهة متطلبات الحياة كانت حياته.
 وقد كان ما يزيد من صعوبة الامر عليه حسه المرهف وتعامله مع كافة الامور بمشاعره واعصابه مما يجعله يدمع بمجرد الاحساس بالإهانة او التهكم واحيانا ما يبكى بدموع تنهمر من قلبه الى خديه مباشرة لعدم احساس احد بما هو فيه من حزن وكمد .
وعلى الجانب الاخر تجد من هم في مثل سنه يتنعمون بما لآبائهم من اموال , فتارة يسمع من احد رفقائه :
ابويا جابلى عجله جديده
واخر :
وانا ابويا جابلى كوره كفر تئيله
وهو ما بين هذا وذاك حائر , وأولا واخيرا   طفل , يرغب في ان يلهو ويلعب مثل باقى اقرانه فتارة يسأل هذا ان يعطيه لفه بالدراجة الجديدة أو ان يلعب مع الاخر بالكره الجديدة .
وقد كانت البيئة من حوله تحمل نفس التناقضات , فالعصبيه القبليه تسيطر على البلد .
فهذا من عائلة فلان
وذاك من عائلة علان ,
اما هؤلاء :  جعجعه ع الفاضى
 وهؤلاء :  ....        الخدامين .
ولكن دائما ما تظهر النجوم وسط الليالى المظلمه فقد كان بعض من شباب القريه ومن يكبروه ينظرون الى قريتهم وما بها من تمييز ضد من هم مثله نظرة انصاف ومحاولة منهم لتحسين قدراته الماديه والنفسيه حتى يصنعوا منه شخص اخر وكان من بين هؤلاء شاب يدعى احمد الماحى .
كان احمد الماحى مدرسً بالأجر في احد المدارس الابتدائيه الموجودة بقريه مجاورة لقريته وقد كان انسان يمتلك الكثير من التدين الصحيح والعمل الدؤوب الذى لا يكل ولا يمل منه فتارة تجده في زيارة لمريض واخرى في درس دين بأحد المساجد وثالثه في مساعدة محتاج او مسكين وغيرها , وقد رأى احمد فيه الطفل الموهوب , فبالرغم من حالته الماديه الا ان قدراته العقليه والذهنيه رائعه فهو الاول على مدرسته كل عام بالرغم من صعوبة الحياة  وقد كان احمد يعطيه من اهتمامه الكثير فتارة يدعمه بالمال للذهاب الى رحلات علميه وترفيهيه واخرى يدعمه بالحافز المعنوى لكونه الاول على مدرسته وكان الباعث الوحيد للماحى في كل هذا هو تدينه وحبه لبلده ولمن هم على شاكلة صاحبنا .
وقد كان هو الاخر يكن للماحى كل الحب والاحترام والتقدير ويجد فيه يد العون على ما يجابهه من متاعب في هذه الحياه . 


الخميس، 4 أبريل 2013

دفاعا عن الاخوان




اصبح الحال في مصرنا الحبيبة لا يسر حبيبا فكل يوم يمر عليك بلادي أجد مشكلة تنفجر هنا أو هناك والناظر للصورة من قريب يجد انها سوداء اللون قاتمة , فما أن يصبح الامر يمس حياة الانسان الشخصية او مقدراته الا و انقلب رأسا على عقب مقتا وسبا في البلد " وله بالطبع جانب من الصحة " .
 أما الناظر للصورة من بعيد والقارئ لوضع بلدان العالم فيما يأتي بعد الثورات " ولست منهم " سيجد ان ما يحدث في بلدي الحبيبة هو نتاج طبيعي لكوارث واقعه منذ وقت طويل " بطاله – تفاوت طبقي – نظر للمصلحة الشخصية دون العامة – سرقة وغش ونهب في كل شيء – اهمال في كافة الجوانب " ولكل واحدة مما ذكرت استطيع ان اكتب فيها موضوع منفصل .
لم اكتب هذه الكلمات لأبرر موقف ما لأحد ولكنى كتبتها تمهيدا لما سأقوله : فقد اصبحت متهما بالدفاع عن جماعة الاخوان المسلمين ورئيسهم " رئيس مصر " . ويبدو اننا في بلادي اصبحنا لا نعلم شيئا عن فقه الحوار أو نسمح للأخرين بأن يكونوا على الحياد فلا هم معهم ولا عليهم . ودفاعا منى عن الاخوان ورئيسهم اليكم هذه الدفاعات التي اثرتها من امام زملائي وأسرتي في الحياة وعلى صفحات شبكات التواصل الاجتماعي.

دافعت عن الاخوان فقلت :
·إن بداية الصدع في جدار المرحلة الحالية لحكم الرئيس محمد مرسى كان الاعلان الدستوري في نوفمبر الماضي والذى تم صياغته على يد المجموعة القانونية لحزب الحرية والعدالة وليس المستشار القانوني للسيد الرئيس " ولم يؤخذ رأيه فى الاعلان ونصه " , وان سيادته لم ينقل ديكور مكتبه في حزب الحرية والعدالة الى قصر الرئاسة ولكنه قد نقل العديد من الاشخاص الذين يعتبروا بمثابة همزة الوصل بينه وبين الجماعة .

·وقلت ان اعلان نص يفهم من قبل النائب العام على انه ضبطية قضائية للمواطنين جميعا  " النص يشرح بند من بنود قانون قائم بالفعل منذ 1952 " يعتبر بمثابة غباء سياسي في توقيت فيه جهاز الشرطة في بلدنا ضعيف نسبيا . وتساءلت من هذا الذى اشار عليهم في المكتب الفني للنائب العام " وبالمناسبة : النائب العام الذى يدور حوله الجدل " بإثارة مثل هذا الموضوع ؟ . وكيف لهم الا ينظروا الى النتائج التي قد ترد من وراء هذا النص في هذا التوقيت الذى سيسمح للمتلسنين القيام بطرح فكرة الميليشيات المسلحة ؟ , لنعود من بعدها خطوات اخرى للوراء .

·وقلت ايضا دفاعا عن الاخوان ان تصريح السادة من قادة حزب الحرية والعدالة بأن اتواب قماش الجيش المصري التي كانت ستهرب الى قطاع غزة كانت ستصنع ملابس لأطفال غزة لا يصدر عن قادة احزاب ابدا وانما من صبية بل من اطفال في روضة السياسة ؟ فمن اين لسيادتهم بمعلومات كهذه ؟ ولماذا اتواب من قماش ملابس الجيش المصري ؟ - هذا مع كامل تضامني مع اطفالنا وأهلنا في غزه وفلسطين الحبيبة .

·وتساءلت عن ذهاب السيد / المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين الى مول سيتى ستارز بالقاهرة  " و لست حاجرا على حقه في الخروج ولكن لماذا مول سيتى ستارز الواقع فى المنطقة الوسط بين احياء مصر الجديدة ومدينة نصر التي يعلم انها ضد الاخوان قلبا وقالبا ؟ بل ولماذا الذهاب وانا اعلم انه من قاطني محافظة بنى سويف الواقعة جنوب القاهرة ؟ وهل فكر قبل الذهاب في رأى من يقف في طابور السولار او العيش او غيره من الطوابير وهو ذاهب ماذا سيكون رأيهم في سيادته وجماعته الان ؟ واخيرا اتساءل عن مدى صحة كونه كان جالس في مطعم تشيلز ؟ اليس احد المحلات ذات العلامة الامريكية ؟ كل هذا وانا والله فى قمة ضيقي وانا أوجه كل هذه الأسئلة فليس لي ولأمثالي التدخل في الحياة الخاصة للأخرين ولكن اعتقد انها ليست أسئلتي بمفردي نحو شخصية في وضع ومكانة د. محمد بديع ؟

·ثم يأتي الدفاع منى عن كلام ابن رئيس الجمهورية " عمر " –  والذى فتح فيه النار عبر صفحته على الفيس بوك على بعض الصحفيين والإعلاميين وبرغم كرهي الشديد لبعض من هجاهم الا انني قلت انه الان لا يتكلم كشاب اسمه / عمر محمد مرسى وإنما كإبن رئيس الجمهورية وهو ما سيجلب الكلام لوالده ولأسرته المحترمة . واعلم انه حديث عهد بالسياسة  والاعلام , ولكنه مر بتجربة سابقه كان لابد له ان يتعلم منها ويعرف ان كثيرا من الصحفيين والإعلاميين  صنعتهم هي الكلام .

·ومما قلت دفاعا فيه عن الدستور الذى صّوت عليه بلا " مع احترامى لرأى الشعب الاخير بنعم " والذى صنعه كثيرا ممن يحملون التوجه الإسلامي وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين: كيف يقر الدستور مجلس الشورى على انه المسئول عن التشريع خلال الفترة الانتقالية حتى انتخاب مجلس الشعب " ما يسمى بمجلس النواب فى الدستور الجديد ؟ مع ان اعضاء الشورى لم ينتخبوا " دا اذا كان حد انتخبهم من المصريين لأداء الدور التشريعى ولا نعرف مؤهلات من فيه من الناحيه المهنيه والفكريه اساسا .

·وقلت دفاعا عن الاخوان على شاكلة ما سبق الكثير .

كل ما كتبته كان دفاعا عن الاخوان . اليس كذلك  يا من تتهمونني بالدفاع عن الاخوان ؟ 
كل ما قد ذكرته وقلته كان كلمة حق سواء كانت ضد او مع الاخوان وسواء قبلت او رفضت فلا ابغى مما اقول الا وجه الله اولا ثم مصلحة بلدي التي اعشق ترابها ثانيا  وما قد ذكرته لا يجعلني انكر وجود الكثير ممن يلعبون وراء الكواليس لإسقاط محمد مرسى " وحقيقة كثيرا ما يعطيهم هو و رموز جماعة الاخوان الفرصة على طبق من ذهب " , كما يسعون جاهدين الى ان يقول الشعب متحسرا على زمن مضى : فين ايامك يا حرامي يا ابو الحراميه ؟


تحياتي
محمد جمال