كانت السيدة التى دخلت الى مكتبها جارة قديمة لها ولم ترها منذ ان انتقلت الى العيش مع عائلتها في شقتهم الجديدة وانقطعت اخبارها عنها منذ ان تزوجت وقد كانت تحبها جدا لما كانت تتمتع به هذه السيدة من طيبة القلب وحسن الخلق وقد اتت اليوم الي مكتبها دون سابق معرفة لتتفق على بناء فيلا سكنيه بأحد المدن الجديدة , وفرحت السيدة بشدة عند علمها انها صاحبة هذا المكتب الهندسي ومديرته ودار الحوار فيما بينهم يتذكرون فيه السنوات الماضية من العمر والسؤال عن الاهل والاحباب وسعدت كثيرا عندما علمت انها تزوجت منذ عامان وان زوجها يعمل دكتور بكلية الطب , وقالت معلقة :
لابد اذن ان ابنتى الصغرى تعرفه فهى الآن فى امتياز طب
فاندهشت عند سماع ان ابنة السيدة الصغرى قد كبرت واصبحت فى كلية الطب وقالت مبتسمة : يبدو ان الايام تمر سريعا فأخر مره رأيتها عندما كانت فى الاعدادية
واقترحت السيدة عليها ان تأتى لزيارتهم لتعود اواصر المعرفة والمحبة مرة اخرى ثم قالت معقبة بابتسامة : ولكى نتفق ايضا على تكاليف بناء الفيلا
فردت عليها بابتسامه : سأتى للزيارة دون الحاجه للخوض فى التكاليف
وودعتها وهى مسرورة جدا بهذا اللقاء
-------------------------------------------------------
قاربت الساعة على الحادية عشر مساءا وقد انتهى يوم من ايام العمل الطويلة ليدخل شقته فيجد ان زوجته ما ذالت مستيقظة فقد كانت تتابع احد تلك الافلام الأجنبية على التلفزيون , فما كان منه الا ان سلم عليها وقبلها ثم اتجه لينعم بدش دافئ بعد يوم طويل
وعند خروجه بادرته قائلة :
اريد ان اتحدث معك قليلا
فما كان منه الا ان رد عليها كعادته دائما معها قائلا :
كلى ازان صاغيه
هناك حلما يؤرقني دائما , ثم بدأت تقص عليه حلمها وانتظرت رده الذى جاء بعد غياب قائلا :
الاحلام هى رسائل لا يعلم محتواها الا الله وعالم الاحلام عالم غريب قد....
فقاطعته : اقول لك حلم يؤرقني تتحدث انت عن عالم الاحلام الغريب , يبدو اننى قد اخطأت حين حكيت لك عن الحلم , ثم قامت غاضبه , فما كان منه كعادته الا ان قام يسترضيها ويلاطفها بأعزب الكلمات التى كانت تحبها ,
ولما وهى الانثى الوحيدة التى احبها فى حياته وقد كانت رفيقة دربه منذ ان كانا صغار وكان هو من شجعها على الجد والاجتهاد فى الدراسة حتى التحقت بكلية الهندسة والتحق هو بكلية الطب وقد كلل هذا الكفاح بالزواج , حتى وبعد مرور عامان على زواجهم ولم يرزقهم الله بأطفال رغم اشتياقه الى شعور الاب ,
الا انه كان دائما ما يصبر نفسه بجملة انها بالتأكيد اكثر منى اشتياقا الى الأمومة ولكن لم يرد الله بعد فكل التحاليل والاشعة تفيد بعدم وجود اسباب تمنع الحمل .
-------------------------------------------------------
كعادتك دائما تبهرني بأفكارك الهندسية , فأتخيل احيانا انك قد درست هندسة غير التى تعلمناها فى الجامعة فأفكارك دائما ما تأتى بالجديد وعندك دائما الجديد , حقا انا سعيدة جدا بان تكون واحدا من فريق العمل داخل المكتب فأنت اكفأ مهندس عرفته فى حياتي .
كانت تقول هذه الكلمات وهى فى اشد زينتها وتأنقها فى بهو مزين بالأنوار من حولهم وقد كانت فى عيونها نظرة الاعجاب المغلفه بالانبهار والسعادة الغامره , وانتهى الحوار لتسير تاركة البهو متجهة الى الباب لتخرج منه فتجد نفسها تمشى مرة اخرى فى مكان مظلم بمفردها وكأن شخص من بعيد ينتظرها .
قامت مفزوعة من نومها تصرخ
ليس مرة اخرى
لتجد زوجها بجوارها مستيقظا على صوتها
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قام مسرعا ليحضر كوبا من الماء وعاد ليسألها :
نفس الحلم مرة اخرى ؟
فأومأت برأسها
فقام يهدهدها ويستعيذ بالله ويقرأ لها المعوزتين حتى نامت مرة اخرى
يتبع
صباح الغاردينيا
ردحذفأولاً أعتذر جداً عن تأخري رغماً عني
ثانيا قصة جميلة هادئة وغامضة في ذات الوقت لازلت أنتظر هل سيكون لأبنة صديقتها او جارتها القديمة طالبة الطب دور في الجزء القادم ؟
وهل الحلم مجرد حلم أم هو رسالة أيضاً ؟
اممممم سـ أنتظر بشغف :)"
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas
أولا : لا مجال للاعتذار إن كان اعتذار فلابد ان يكون من ناحيتى فأنا أول المتأخرين
حذفثانياً : دائما ما تكون الاحلام رسائل لا يعلم محتواها الا الله وقليلاص من عباده
ثالثا: سيكون لطالبة الطب دور بالتأكيد
سعدت بزيارتك ريماس
تقبلى تحياتى