الأحد، 10 يونيو 2012

عما يحدث فى القصر العينى اتكلم



ساقتنى الاقدار الى مستشفيات جامعة القاهرة ( قصر العينى ) فقد اشتد المرض بوالدى رحمه الله  وقرر الطبيب المعالج تحويله الى مستشفى القصر العينى وذلك لوجود كل ما نحتاج اليه هناك . وذهبت بوالدى الى هناك , واليكم ما رأيت كشاهد على ما يحدث فى مكان يفترض به انه يتعامل مع أرواح بشر وليس لهم ذنب سوى ان بعضهم لا يستطيع تحمل نفقات العلاج فى المستشفيات الخاصة . وقد خفت فى بداية كلامى ان يأخذنى شعور الضيق والالم على فراق والدى الى أن اتجنى على مستشفى القصر العينى فقررت ان اكون محايدا لاصف لكم الصورة كاملة ولأترك لكم الحكم ,

دخلت الى مستشفى القصر العينى لاجد اننا فى عمبر يحتوى على 22 سرير ويضم حوالى 15 مريض وانتظرت بعد الدخول ان يقوم احد الاطباء أو التمريض بالنظر الينا او السؤال عما بنا او عن حالة المريض فجاءتنى الاجابه سريعا على لسان احد الممرضات  " هو انتو اول مرة تيجو هنا ؟؟؟ " فقلت ايوه فجائنى الرد ااااه طيب , وظللت امشى فى طرقات المستشفى جيئة وذهابا ابحث عن احد للكشف على والدى فوجدت الطبيب النبطشى فسألته ان يأتى لوالدى فاجابنى  " اوك  خليه ينام على اى سرير لحد ما اجيله " وهكذا الى ان ذهب احد اقاربى الى الطبيب وقامت بينهم عملية شد وجذب , فأتى الطبيب بعدها مسرعا .

وعشت ليال لن انساها فى هذا المكان فقد فوجئت بعد ان اتى الليل وكنت انا المرافق لوالدى باشياء غريبه تحدث فمستوى صوت العاملين فى المستشفى غريب فاغلبهم يتحدث مع من حولة وكانهم على بعد اميال ولم ولن انسى هذا الذى يطلب كوب من الشاى من الكافيتيريا الموجوده خارج العنبر ولكنها داخل حرم المستشفى ب " كوباية شاى والنبى يحممممود " وكأنه يجلس على قهوة بلدى ولا يوجد من حوله اى بشر يحتاج الواحد فيهم الى ان يتذوق طعم النوم ولو لساعة واحدة .

واما ما دفعنى الى كتابة هذه الكلمات وهيج مشاعر الغضب بداخلى ما حدث بعد صلاة الفجر ففى تمام الساعة الرابعة والنصف صباحا فوجئت بصوت مسجل غريب وسماعات  كبيرة تنطلق من حول المكان بصوت الشيخ كشك فى احد خطبه يرج ارجاء المكان ومع كامل حبى للشيخ كشك رحمه الله وخطبه الا اننى لم استوعب الامر فى بدايته ولولا سهرى بجوار والدى وتأكدى من التوقيت لما صدقت انها الرابعه والنصف صباحا !!!!.

ثم نأتى الى نظافة وجمال المكان وطريقة تنظيفه , فعندما تدق الساعة السابعة صباحا تفاجئ بكتيبة أم سعيد تدخل الى ارجاء المكان وهذه الكتيبه مكونه من مجموعة من عمال النظافة بالمكان والذين يقومون فيه برش الارضيات بجردل مياه ثم تقوم ام سعيد بشد مياه العمبر بمّساحة المياه الى الحمام ومما لا شك فيه انه لا يوجد اى مانع من ان تترك ام سعيد وكتيبتها المياه على الارض والمرضى ينتظرون وتتحدث مع الكتيبه أو مع المرضى ويصيبنى انا ومن معى الشلل نظرا لجلوسنا على السرائر منتظرين انتهاء حملة النظافه . ولا داعى لأن اذكر لكم طريقة جمع المخلفات الطبية الخطرة والتى من الممكن ان تجدها فى كل مكان من ارجاء المستشفى نظرا لقيام بعض العمال بخلع الجورب الطبى ورميه من الشباك أو وقوع الاكياس المحملة بالنفايات الطبية الخطرة من على عربات نقل المخلفات التى يجرها العمال.
واشتد المرض بوالدى فى احدى الليالى لاخرج ملهوفا فى طرقات العمبر والى حجرة الطبيب المقيم  ولكن لا حياة في من تنادى فلا يوجد طبيب مقيم ولا حتى تمريض وذهبت الى حجرة العمال فوجدت احدهم نائم فايقظته وسألته عن الطبيب فاخبرنى ان مشرف التمريض فى احدى الغرف نائما فذهبت فايقظته ثم طلبت منه الاتصال بالطبيب المقيم فاتصل به واخبرنى انه قادم فى خلال نصف ساعه , وانا اصدقكم القول ان هذا الحوار تم فى الثانيه والنصف صباحا ولم يتكرم علينا الدكتور بالحضور الا فى الثامنه والنصف صباحا فى ميعاد وصوله الطبيعى الى المستشفى. 
هذا والله جزء من بعض ما يحدث داخل هذا المكان الذى يدّعى البعض انه يضم ملائكة الرحمة    

ملحوظه : منذ ايام قلائل وبالتحديد يوم الجمعه الماضيه ( 8/6/2012 ) فى جريدتنا الغراء الاهرام , وجدت اعلان شكر مدفوع الاجر من عميد طب القصر العينى يشكر فيه احد المؤسسات المالية على بناءها ومساعدتها لمستشفى القصر العينى الجديد , فتحدثت فى نفسى وقلت حسبى الله ونعم الوكيل وكأن الثورة لم تقم فيكى يا بلادى فلو تم صرف قيمة هذا الاعلان على المستشفى القصر العينى القديم لكان خيراً له , وعلمت الان من اين يأتى الاهمال داخل القصر العينى القديم فبما ان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت ........ 


ولا اراكم الله مكروه

محمد جمال

هناك 4 تعليقات:

  1. حال المؤسسات الحكومية بشكل عام متردي
    سواء في الصحة أو التعليم أو غيرهما
    وهذا النموذج الذي تصفه للأسف متكرر

    ليس لنا سوى أن نقول
    حسبي الله ونعم الوكيل

    أشكر نقلك و فتح باب النقاش
    في أهم القضايا المهمشة وهي وضع المتشفيات
    والمؤسسات الصحية

    تحيتي

    ردحذف
  2. من رأى وشاهد بعينيه ما يحدث يا زينه يختلف كثيرا عمن قرأ او استمع فكل ما زكرته هو نقطه فى بحر الاهمال الذى تضرب امواجه المستشفيات الحكوميه فى كل ارجاء مصر ,
    ولكن ما يدمى القلب حقا هو عندما نفكر ونقول نحن كمصريين " طيب والغلابه والفقراء لما يعييوا اى يمرضن ,,, يموتوا بقى "
    لا حو ولا قوة الا بالله .
    شكرا زينه على مرورك واتمنى ان يفتح باب النقاش فى هذا الموضوع بيننا جميعا
    تحياتى

    ردحذف
  3. علي فكره ده العادي في مصر ....... ادخل كده مستشفي غمرة العسكري ....... حدث ولا حرج نفس اللي بتقولة ده بالظبط ...... ساقني حظي المنيل اني اتعب وادخلها واتنقل العناية المركزة واللهي لحد اليوم ده ما اعرفش ازاي انا عايشة !!!!!!! الدكاترة منتهي القسوة اللي في الدنيا وطريقة كلام متعالية لحد ما يثبت انك ابن ناس محترمين من وجهة نظر ميزانهم .....الممرضات هناك منتهي السفالة بيغنوا ويهزروا ويشغلوا الموبيل باعلي صوت وبيدخلوا الاوضة ويزوئو الباب برجليهم بمنهي الوقاحة في عز الفجر ..... اما التنظيف فا تحفة جلدة قذرة عليها قماشة اقذر والمراتب اللي علي السراير بقي مرتع خصب لكل الميكروبات المجردة والغير مجردة من الاخر قذارة قذارة قذارة وعلي شرط بقي الليلة ب ٢٠٠ جنية :)

    ردحذف
    الردود
    1. تحياتى لوجودك المحترم
      وحمدا لله على سلامتك
      هذا وللأسف هو حال القطاع الصحى ومستشفيات القطاع العام فى بلدنا الحبيب

      حذف

كلمات من نور تخرج من احباب كالزهور