الجمعة، 29 يونيو 2012

على كفتى الميزان - قصة قصيرة ( 2 )


اما ان تذهب من حيث اتيت واما ان تلاقى حتفك هنا
فكان الرد من صديقه : ارجوك دعنا نذهب , فلن نستطيع حمايتها تحت وطأة هذا السلاح ولن يصيبنا الا الأذى

وقد كانوا يتكلمون وهو في عالم اخر لا يسمع لما وبما يتكلمون
فتلك اللحظات الفارقة في الحياة , هي تلك اللحظات التي توضع الحياه فيها امام اعيننا في كفه وفى الكفة الاخرى توضع قيم ومثل المرؤة والشهامة والشجاعة ونصرة الملهوف , كانت دائما ما تقف المثل والقيم حائلا بينه وبين الكثير من القرارات التي تواجهه في حياته ولكن الآن ولأول مرة تقف فيها المثل والقيم أمام حياته نفسها   
وكان القرار
فقد اتجه وبكل ثبات ناحيتهم وفى الخلفية صراخ صديقه يطالبه بالرجوع 
------------------------------------

 لم تكن تصدق تلك المسكينة ان يهرع احد اليها في هذا المكان الموحش وحتى ان سمعها احد أو شاهدها فتلك الوجوه المحملة بالأسلحة  كفيله بان تجعله يفكر الف مره قبل الدخول عبر هذا الباب
كانت تشاهد ما تشاهد وهى في صراع ما بين مشاعر الخوف والهلع والشفقة لحال هذا الشاب الذى القى بنفسه الى الوطيس راضيا مبتسما  , ويا لشجاعته التي يواجه بها هذه الأسلحة دون ان ترهبه او تخيفه
صرخة عالية صدرت منها عندما رأت احدهم يصيبه في زراعه
ولكنه مستمر في قتالهم وها هو قد اصاب احدهم
فما كان ممن يمسكها الا ان يتوجه مسرعا الى رفقته يحمل سكينا حادا  
وهى تلملم نفسها الى جانب سور الخزان هلعة مما يحدث , وبالرغم من كونها تتعامل كثيرا مع الدماء الا ان الدماء هنا كان لها وقع اخر وقل ان شئت لون اخر , فلم يكن لونها احمر بل كانت اما دماء سوداء أو بيضاء بلون نفوس من تخرج منهم.


وأتاه صوت صديقه المتجه بكل سرعته اليه محذرا
ولكن كان القدر اسرع من كلاهما ,,
فقد كان نصل السكين يخترق خاصرته
ليخر صريعا على الارض
ويهرب الثلاثة من حيث اتو
وتهرع الى سيارتها لتحضر ما بها من مطهرات وشاش وقطن لتسعفه
 ولكن جاءت فوجدته يقضى اللحظات الأخيرة من عمره بين زراعّي صديقه
لتقول في نفسها : عملت طوال حياتي اداوى المرضى واخفف الالام ولم أمت من اجل أحد ومت انت من اجل حياتي
لماذا؟؟؟؟؟؟   
وجاءتها الابتسامة على شفتاه وعيناه تنظر الى صاحبه لتجيب عليها
"  عندما يوضع الموت والحياه متساويان على كفتى الميزان فلترجح كفة الموت اذا كان من أجل المبادئ "


انتهت

هناك 14 تعليقًا:

  1. رائعة جدا جدا مثل الجزء الاول ،و شرف أن يضحي الانسان بحياته فداء لشخص أخر متأثرا بأخلاقه و بالمروءة و الشهامة..سعدت جدا بوجودي هنا..تحياتي

    ردحذف
  2. انا بالفعل اكثر سعادة كونك احد متابعى
    دمت ودام حضورك الرائع
    تقبل تحياتى

    ردحذف
  3. جميله جداً...
    منتهى الشجاعه الموت على المبدأ !
    وان لم يتخذ قراره ذلك فسيعيش بقية حياته جباناً أو سيقتله عذاب ضميره وجلده لذاته .

    ردحذف
    الردود
    1. من عاش على المبادئ نيسان كان لابد له ان يتخذ قراره بالدفاع عن مبادئه ولو كان الثمن هو الموت
      تحياتى لحضورك النادر الكريم
      سعيد بتواجدك على صفحاتى

      حذف
  4. مساء الغاردينيا
    أسلوبك منفرد في وصف تلك القصص بطريقة مختلفة
    كنت أقرأ وأرى الأحداث امامي "
    ؛؛
    ؛
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    Reemaas

    ردحذف
    الردود
    1. دائما ما انت زهرة الغاردينيا
      شلال متدفق من الرومانسيه والذوق
      لا استطيع دائما الرد على كلماتك العذبه
      تقبلى تحياتى

      حذف
  5. قصة لها أبعاد كثيرة .. ومن يتمسك بالمبادئ وحده يحترم .. أبدعت عزيزي محمد تحية ود وإعجاب بأسلوبك الشيق

    ردحذف
    الردود
    1. تحياتى لتواجدك الرائع اختى كريمه
      وحقا من يتمسك بالمبادئ حتى ولو كانت ستقف امام الكثير فى حياته وحده يحترم
      تقبلى تحياتى

      حذف
  6. " عندما يوضع الموت والحياه متساويان على كفتى الميزان فلترجح كفة الموت اذا كان من أجل المبادئ "

    قصة رووووعة ومعانيها جميلة ومعميقة جدا
    تحياتى لابداعك

    ردحذف
    الردود
    1. ازدانت مدونتى بعبير حروفك
      يشرفنى وجودك عبر بستانى واهلا وسهلا بك
      تقبلى تحياتى

      حذف
  7. اكيد الواحد ممكن يضيع حياته عان مبادئ وافكار والمهم انها تكون نبيلة واخلاقية بس للأسف المبادئ دي بقت نادرة اوى .. تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. اتفق معك تمام الاتفاق اختى حواء ان المبادئ اصبحت نادره فى ايامنا لكنها اللافضل حين التمسك بها
      شرفنى وجودك عبر صفحاتى
      تقبلى تحياتى

      حذف
  8. كنت هنا قرات واستمتعت بافكارك وقصتك الرائعة ما اجمل التحدى عند تحقيق مبدء والحفاظ علية تحياتى لك

    وعد

    ردحذف
    الردود
    1. يشرفنى وجودك عبر صفحاتى وعد
      سعيد ان تكون كلماتى قد اسعدتك
      تقبلى تحياتى

      حذف

كلمات من نور تخرج من احباب كالزهور