اما ان تذهب من حيث اتيت واما ان تلاقى حتفك هنا
فكان الرد من صديقه : ارجوك دعنا نذهب , فلن نستطيع حمايتها تحت وطأة هذا السلاح ولن يصيبنا الا الأذى
وقد كانوا يتكلمون وهو في عالم اخر لا يسمع لما وبما يتكلمون
فتلك اللحظات الفارقة في الحياة , هي تلك اللحظات التي توضع الحياه فيها امام اعيننا في كفه وفى الكفة الاخرى توضع قيم ومثل المرؤة والشهامة والشجاعة ونصرة الملهوف , كانت دائما ما تقف المثل والقيم حائلا بينه وبين الكثير من القرارات التي تواجهه في حياته ولكن الآن ولأول مرة تقف فيها المثل والقيم أمام حياته نفسها
وكان القرار
فقد اتجه وبكل ثبات ناحيتهم وفى الخلفية صراخ صديقه يطالبه بالرجوع
------------------------------------
لم تكن تصدق تلك المسكينة ان يهرع احد اليها في هذا المكان الموحش وحتى ان سمعها احد أو شاهدها فتلك الوجوه المحملة بالأسلحة كفيله بان تجعله يفكر الف مره قبل الدخول عبر هذا الباب
كانت تشاهد ما تشاهد وهى في صراع ما بين مشاعر الخوف والهلع والشفقة لحال هذا الشاب الذى القى بنفسه الى الوطيس راضيا مبتسما , ويا لشجاعته التي يواجه بها هذه الأسلحة دون ان ترهبه او تخيفه
صرخة عالية صدرت منها عندما رأت احدهم يصيبه في زراعه
ولكنه مستمر في قتالهم وها هو قد اصاب احدهم
فما كان ممن يمسكها الا ان يتوجه مسرعا الى رفقته يحمل سكينا حادا
وهى تلملم نفسها الى جانب سور الخزان هلعة مما يحدث , وبالرغم من كونها تتعامل كثيرا مع الدماء الا ان الدماء هنا كان لها وقع اخر وقل ان شئت لون اخر , فلم يكن لونها احمر بل كانت اما دماء سوداء أو بيضاء بلون نفوس من تخرج منهم.
وأتاه صوت صديقه المتجه بكل سرعته اليه محذرا
ولكن كان القدر اسرع من كلاهما ,,
فقد كان نصل السكين يخترق خاصرته
ليخر صريعا على الارض
ويهرب الثلاثة من حيث اتو
وتهرع الى سيارتها لتحضر ما بها من مطهرات وشاش وقطن لتسعفه
ولكن جاءت فوجدته يقضى اللحظات الأخيرة من عمره بين زراعّي صديقه
لتقول في نفسها : عملت طوال حياتي اداوى المرضى واخفف الالام ولم أمت من اجل أحد ومت انت من اجل حياتي
لماذا؟؟؟؟؟؟
وجاءتها الابتسامة على شفتاه وعيناه تنظر الى صاحبه لتجيب عليها
" عندما يوضع الموت والحياه متساويان على كفتى الميزان فلترجح كفة الموت اذا كان من أجل المبادئ "
انتهت