أأكتب إليك من جديد مدونتي ؟
أكاد لا اصدق , فقد ابتعدت عنك كثيرا , ولكن أين لي منك ؟ فمهما ابتعدت لابد أن أعود لبيتي الذي يأوين في أحضانه
ولكن خبريني , عن ماذا تريديني أن أتكلم ؟
اعلم إجابتك مسبقا ولكن أسألك فقط هروبا منك . فأنا اعلم ردك دائما : تكلم عن كل ما بداخلك وعما تحب أن تحادثني فيه .
" شهقة ثم زفير طويل يخرج بأنفاس محملة بالشجن "
إن قلبي موجوع وعقلي مشتت ودموعي كثيرا ما تسبقني إلى التعبير عما بداخلي.
ساد الصمت لفترة .
وبدأت هى فى الحديث إلى كأنها ام قد عاد اليها صغيرها بعد غياب , او حبيبة انقطع عنها حبيبها دون سبب ثم لاقته صدفه وقالت : لماذا كل هذا ؟
انه الوطن يا عزيزتى ومن غيره سيجعلنى فى هذه الحالة , فقد كنت اتألم عند سماع سعدون جابر وهو يغنى "اللي مضيّع ذهب، بسوق الذهب يلجاه ، واللي مفارق محب يمكن سنة وينساه ،
بس اللي مضيع وطن، وين الوطن يلجاه ؟ " وكنت اقول وقتها لنفسى انه لشعور صعب , ولم أكن أتوقع يوما ان أعيش ما هو اصعب منه .
مرت الفترة الماضيه على وطنى فى غاية الصعوبة رأيت فيها ما لم اكن اتوقع ان اراه طيلة حياتى رأيت دم شبابنا وهو يسيل انهارا فى شوارع وطنى ورأيت جنس اخر غير جنس البشر , واصبحت المشكلة اكبر بكثير مما تخيلته انها ليست مشكلة اختلاف وجهات نظر ولا اختلاف اتجاهات سياسية وفكرية بل اصبحت المشكلة فى الانسانية.
وعلمت من محاكاتى للوضع الراهن ان اللعبة فى أوطاننا تدار بطريقة اخرى غير التى تخيلت يوما ان تكون فالموضوع صعب للغاية .
وقفه
توقفت عن الكتابه ليس لاننى لا اجد كلمات فما بداخلى استطيع ان اسطره فى كتاب يحوى فصول من الدموع والالم خلال الفترة الماضية فمن شباب الورد الذى تم بتره الى ال لا انسانية وال لا عقل ومن عقول خربه الى نفوس جشعه الى افواه مكممه واخيرا الى النسيان .
ولكنى توقفت لاننى اريد ان ابدأ فصل اخر جديد معك مدونتى اترك فيه الالم الساكن فى صدرى وانطلق الى رحابة الفكر والادب والثقافة والمحبة التى افتقدتها على مدار الشهور الماضيه اريد ان اعود الى اشعارى وقصصى الى اصدقائى من كل العالم العربى الى متابعة الجميع ومعه الى البحث عن حلول لعلى اكون سبب فى لم الشمل .
لن اطيل الحديث اكثر من ذلك واود فقط ان اقول كل عام وانتم بخير ولنا لقاء قريب باذن الله .