جزء من روايتى التى اتمنى ان تكتمل
مش كده يارب وهى تنظر الى السماء
كانت دائما ما تصدق على كلامها بهذه الجملة فقد كانت ما تروية من حكايات وقصص يصور لمن يسمعه للوهلة الاولى انه محض كذب وخيال واسع للراوى فتارة تحكى عن العفاريت وعمايلهم واخرى تسرد قصص عن اللصوص والحراميه وجبروتهم وقوة عزمهم فى التعامل مع اصعب واحلك المواقف.
ففى يوم من الايام كانت تمشى وسط الغيط فى الاياله متجهة الى العجل الصغير الذى انفك رباطه وانطلق يجرى فى الحقول والشوب يلفح الوجوه ومفيش صريخ ابن يومين فى الارض واذا بها تضع قدمها فى احد المواضع لتسمع صوت لا تدرى من اين يأتى :
ودى رايحة فين دلوقتى
لتجد الرد يأتى من حيث لا تدرى ايضا :
رايحه عند الشبه اللى هناااااااااااااااااااك دى
واذا بها تتسمر مكانها لا تستطيع الحراك ويطقطق شعر رأسها واحدة تلو الاخرى من شدة الرعب وتسمع الحديث يكتمل فيقول احدهم :
طب خلاص سيبها لحال سبيلها
فتتحرك مسرعة وهى لا تدرى بوقع اقدامها فى عرش البطاطا الى ان تصل الى العجل وتمسك به لتعود من على طريق المسئه وهى فى شدة الخوف لتمر عليها الايام دون ان تستطع ان تطأ قدماها مثل هذا المكان مرة اخرى
وتعود فتسرد قصة عربة البريد التى كانت تسير على الزراعيه تحمل الاموال ليخرج عليها الحراميه فى عز الضهر وتسمع وهى فى الغيط مع بنتها طلق النار يدوى فى المكان وبعدها بقليل تجد من يهبون عليهم من حقول الذرة , اغلبهم متلتمين فتصيح فيهم ابنتها لتقول لهم : مالكم عاملين كده ليه خرعتونا
فترد مسرعة بكل حزم على ابنتها : بس يا بنت الصبيه
فيرد عليها كبيرهم وقد كان الوحيد الغير ملثم فيهم : عيلة ما تعرفش حاجه يا حاجه
ثم يكملوا طريقهم , فتهم مسرعة وتقول لابنتها : قومى يا بت يلا حلى معايا الدبش ويلا نروح حالا , وقد صدق حسها فبعدها بقليل كان الحكمدار والمأمور فى قلب المكان ومن يتم الامساك به يقتاد الى النقطة ويتم استجوابه عن الحادثه وهل رأى احد من المجرمين ام لا وما هو وصفهم ولا يتم تركه الا بعد ان يتأكدوا تماما انه لا يعرف شيئا عن الحادث فعلا , وقد كانت فى هذا التوقيت قد ابتعدت عن المكان بما فيه الكفاية
وتمر الايام والسنون لتزور احدى قريباتها فى احدى القرى المجاورة لترى رجلا عجوز قاعد على الدكه فتتفحصه جيدا لتتأكد انه هو بشحمة ولحمه فلم يتغير عليه سوى تجاعيد الزمن الذى ارهقه وقد يكون ما اثنى ظهرة هو مال عربة البريد الحرام فلم ترى سواه من الملثمين وقد يكونوا جميعا من هذه البلدة .
حتى تأتى لحكاية الصامت .
يتبع