وظهرت
نتيجة الابتدائية ليثبت للجميع وباقتدار انه الاول بفارق كبير عمن يلية , ويالا
حسرة بعض من المدرسين ممن ابنائهم فى مثل عمره او من العائلات الكبيرة فى البلدة
فجميعهم يهنئون بالسنتهم فقط اما قلوبهم فتقول : بقى الواد ده يطلع الاول ويجيب
المجموع ده كله
ويظل
يقبع الحزن دائما فى قلب الصغير فهو يعلم ان عيونهم تشع بالحقد
وبدأت
مرحلة جديدة من حياته مع اصدقاء جدد واشخاص جدد فى المدرسة الاعدادية والتى كانت
فى قرية مجاورة الى قريته فقد دخل الى المدرسة الاعدادية بصفته الاول على مدرسته
الابتدائية ولا يعرف عنه احدا شيئا سوى اسمه ويظل الحماس والحافز على التقدم هم
اعلى اولوياته .
وتتبدل
وتتغير انماط الحياة من امامه فالذهاب والاياب الى المدرسة من خلال دراجة والدة
التى تعلم عليها وشوارع جديدة فى حياته يجوبها ليل نهار ففى الصباح يمر بين
الشوارع او يأخذ الطريق الاطول لكنه الاسرع من خلال السير بين الحقول وفى العودة
يكون طريق وسط القرية هو المفضل
ويتعرف
فى المرحلة الاعدادية على بعض من الزملاء الجدد امثال محمد شعبان و وائل عبدالعزيز
وكلاهما من الطلبة المتفوقين دراسيا ويتهى العام الاول من المرحلة الاعدادية وتظهر
نتيجته ويفاجأ بالنتيجه فلم يعد الاول كما هو متوقع وانما احتل المرتبة الثانية
بعد زميلته رجاء فرج التى لم يكن يعلم اسمها الا بعد ظهور النتيجه . وليجد من
والدة نظرة تحمل كل معانى الخيبة . ولكنها كانت الشرارة التى اوقدت نار الصغير فى
العام التالى مباشرة فمن هم امثاله تؤثر فيهم النظرة اكثر من ان توبخه او تنهره
وليحقق المركز الاول فى العام التالى بفارق كبير جدا عمن يليه . وقد كان هذا العام
رائعا له على المستوى الشخصى والعام فقد بذل فيه من الجهد الكثير ليحتل المرتبه
الاولى واصبح معروفا فى القريه المجاورة بل ومع كافة الاساتذه فى المدرسة وما
اروعه حين يحتل الصدارة فى الاذاعه المدرسية بين قارئ او مقدم او منشد لتبدأ
العيون تتجه ناحية هذا الطفل المتفوق فبعض اساتذته يتحدونه فى مجال تخصصاتهم
والبعض الاخر يشيد به وبعض ممن يعرفه فى بلاده ويعرف فقره ينظر اليه نظرة استعلاء
. ولكن بوجه عام يظل محط اعجاب من الكثيرين نظرا لتفوقه دراسيا بالاضافه الى بعض
المواهب التى يتمتع بها .
ولكن
تأتى الرياح دائما بما لا تشتهى السفن فقد كان هذا العام الدراسى تحديدا
يمثل فارق فى حياة الصغير فقد حدث فيهما واقعتان كان لهما جل التأثير على
مستقبلة
الاول
كان سفر ابيه الى احد الدول العربية مثلة كمثل الكثيرين فى بلادنا ممن يسعون الى
توفير حياة افضل لابنائة بالطريقة التى يراها صحيحه , وكان اباه بالنسبة له
النظارة التى يرى بها هذا المجتمع وهذه الحياه فمكانته فى قلبه لم يكن لها مثيل
ورأية هو الرأى الصحيح وبدون تفكير وبالرغم من ان باه لم يكن ذلك الودود العطوف
الى انه كان يحبه لاحساسة ولمسه لما بداخلة من حب لاسرته ورضا بما قسمه الله له
وعمل دؤوب على تحسين مستواهم المادى وخوفه على اولاده وكم بكى كثيرا وبحرقه
بعد وداعه وليظل على عهده له ان يكون الاول . يتبع